تعتبر زراعة الأسنان من المجالات الطبية الحديثة التي شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة. يعود تاريخ زراعة الأسنان إلى العصور القديمة، حيث يُعتقد أن الفراعنة هم أول من استخدموا غرسات داخل عظام الفك لتعويض الأسنان المفقودة. وقد تم العثور على أدلة في المومياوات المصرية القديمة تشير إلى وجود أسنان مغروسة مصنوعة من العاج.
في العصور الوسطى، قام العرب بتطوير هذا العلم على يد علماء بارزين، مثل الجراح العربي أبو القاسم، الذي وصف عملية زراعة الأسنان في عام 920 ميلادية وصنع غرسات من عظام خرتيت.
مع تقدم الزمن، انتقلت ريادة زراعة الأسنان إلى أوروبا، وخاصة إيطاليا والسويد، حتى سيطرت الولايات المتحدة على هذا المجال بفضل الاستثمارات الضخمة في البحث العلمي. حاليًا، تُعد زراعة الأسنان من الإجراءات الأكثر شيوعًا، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة النجاح تتجاوز 94% لفترات تصل إلى 20 سنة.
مراحل زراعة الأسنان:
تتكون عملية زراعة الأسنان من عدة مراحل رئيسية:
- التشخيص الأولي: يبدأ أخصائي زراعة الأسنان بتقييم حالة المريض بشكل شامل، بما في ذلك التاريخ المرضي والصحة العامة، وفحص تطابق الأسنان.
- التصوير الإشعاعي: قد يحتاج الأخصائي لإجراء أشعة مقطعية مخروطية أو ثلاثية الأبعاد لتحديد حالة عظام الفك والتأكد من وجود المساحة الكافية لزراعة الأسنان.
- تحديد خطة العلاج: بعد جمع المعلومات، يتم وضع خطة العلاج المناسبة.
- الجراحة: تُجرى عملية الزراعة تحت تأثير التخدير الموضعي، وقد تتطلب فتح جراحي أو يمكن أن تُجرى بطريقة غير جراحية.
- فترة التئام العظام: يتم انتظار فترة تلتئم فيها العظام حول الزرعات (Osseointegration)، والتي تتراوح بين شهرين إلى أربعة أشهر.
- تركيب الأسنان: بعد التأكد من تماسك الزرعات مع العظام، يتم تركيب الأسنان النهائية.
أنواع زراعة الأسنان:
- الزراعة الفورية: حيث يتم زراعة الأسنان مباشرة بعد خلعها، مما يساعد في سرعة التعافي.
- الزراعة الكلاسيكية: حيث تُجرى الزراعة بعد فترة شفاء العظام.
- زراعة الكل على 4 (All On 4): تستخدم في حالات ضمور عظام الفك.
- زراعة الكل على 6 (All On 6): مشابهة لزراعة الكل على 4 ولكن مع دعم أكبر.
- زراعة الزيجوما: تعتبر حديثة وتستخدم في حالات تآكل عظام الفك العلوي.
تُعتبر زراعة الأسنان حلاً فعالًا لتعويض الأسنان المفقودة وتحسين جودة حياة المرضى من خلال استعادة وظائف المضغ والمظهر الجمالي.
